دواميس سوسة تعتبر من أبرز المعالم الأثرية في تونس، وتقع في مدينة سوسة التي تُعد واحدة من أقدم المدن في الساحل التونسي. تتميز هذه الدواميس أو السراديب بأنها شبكة معقدة من الأنفاق تحت الأرض يعود تاريخها إلى العصور الرومانية، وهي بمثابة مقابر للمسيحيين الأوائل في المنطقة.
تاريخ دواميس سوسة
تأسست دواميس سوسة خلال القرن الثاني والثالث الميلادي، واستخدمت على نطاق واسع كمدافن تحت الأرض لأتباع الديانة المسيحية الذين كانوا مضطهدين في تلك الحقبة. وقد كانت الدواميس مكانًا آمنًا لإقامة الشعائر الدينية سرًّا ولحماية الموتى من السرقة والنبش.
المعمار والتصميم
تمتد الدواميس على مساحة واسعة وتضم عدة مستويات وأنفاق متداخلة تمتد لمسافات طويلة. وهي تتكون من ممرات ضيقة ومقسمة إلى مقصورات صغيرة، حيث يحتوي كل منها على نقوش وكتابات تعبر عن هوية المتوفين وديانتهم. تُعتبر هذه النقوش رمزًا هامًا لفهم التاريخ الديني في المنطقة. تُشاهد أيضًا بعض الرسومات الجدارية التي تمثل مشاهد دينية ورموز مسيحية، مما يدل على إيمان الناس خلال تلك الفترة.
أهمية دواميس سوسة
تعد الدواميس اليوم شاهداً تاريخياً على فترة من الصراعات الدينية، وعلى الحياة الاجتماعية والدينية لأهل المنطقة. إلى جانب ذلك، تُعتبر مقصدًا سياحيًا هامًا، حيث يتوافد الزوار من جميع أنحاء العالم لاكتشاف هذا الموقع الأثري الفريد. كما تُستخدم أيضًا كأداة لدراسة التاريخ الروماني والمسيحي في شمال إفريقيا، وتعكس مدى تأثر المنطقة بالحضارات القديمة.
السياحة في دواميس سوسة
تستقطب دواميس سوسة العديد من الزوار كل عام، حيث يمكنهم التجول في الأنفاق ومشاهدة المقابر والنقوش الأثرية عن قرب. تتوفر جولات سياحية مرشدة تساعد الزوار على فهم تاريخ الموقع وأهميته الأثرية. ويتم العناية بالموقع بشكل جيد للحفاظ على معالمه من التلف والتدهور.
جهود الحفظ والصيانة
تقوم السلطات التونسية بالتعاون مع هيئات دولية ومحلية بإجراءات متعددة لصيانة الدواميس وحمايتها من التدهور الطبيعي والبشري، إذ أن مثل هذه المواقع تتطلب حماية دائمة لضمان استمرارها كمصدر ثقافي وتاريخي.
بعض الصور لدواميس سوسة
موقع دواميس سوسة على خريطة قوقل
هذا الموقع برعاية:
 | | | |