تقع مدينة مكثر في ولاية سليانة شمال غرب تونس، وتعتبر واحدة من أبرز الوجهات التي تجمع بين التاريخ العريق والطبيعة الساحرة. تتميز المدينة بموقعها الجغرافي الذي يجعلها حلقة وصل بين العديد من المدن التونسية، ما منحها أهمية تاريخية واقتصادية على مر العصور.
التاريخ والأهمية الأثرية
تعد مكثر واحدة من أقدم المدن في تونس، إذ يرجع تاريخها إلى العهد الروماني، وكانت تُعرف آنذاك باسم “مكتريس” (Mactaris). تضم المدينة العديد من المعالم الأثرية التي تعكس الحضارات المتعاقبة التي مرت بها. ومن أبرز هذه المعالم:
- المسرح الروماني: الذي يُعد من أهم المسارح الأثرية في شمال إفريقيا.
- الكابتول: وهو مبنى كان يُستخدم كمعبد في العهد الروماني.
- الفسيفساء الرومانية: المنتشرة في مختلف المواقع الأثرية، وتبرز براعة الفن الروماني القديم.
- السور البيزنطي: الذي يعكس الأهمية الدفاعية للمدينة في العصور الوسطى.
الطبيعة والجغرافيا
إلى جانب ثرائها الأثري، تتمتع مكثر بجمال طبيعي استثنائي. تحيط بها التلال والمساحات الخضراء، ما يجعلها وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة والمشي في الهواء الطلق. كما تساهم أراضيها الخصبة في جعلها منطقة زراعية بامتياز، حيث تُزرع الحبوب وأشجار الزيتون بشكل واسع.
الحياة اليومية والثقافة
يعيش سكان مكثر نمط حياة بسيطًا يعكس الأصالة التونسية. تُعتبر المدينة مثالًا حيًا لتعايش العراقة مع الحياة المعاصرة. وتقام فيها العديد من الفعاليات الثقافية التي تحتفي بالتراث المحلي، مثل المهرجانات التي تُبرز الفنون التقليدية والصناعات اليدوية.
أهمية السياحة والتنمية
تُعد مكثر وجهة سياحية بامتياز، حيث تجذب عشاق التاريخ والطبيعة من داخل تونس وخارجها. ومع ذلك، تحتاج المدينة إلى المزيد من الاستثمارات لتطوير البنية التحتية وتعزيز قطاع السياحة، بما يضمن استدامة مواردها الطبيعية والأثرية.
ختامًا
مكثر ليست مجرد مدينة؛ إنها شهادة حية على تعاقب الحضارات وجمال الطبيعة في تونس. تعد زيارة هذه المدينة فرصة لاكتشاف الماضي العريق والتمتع بجمال الحاضر، وهي تستحق أن تكون على قائمة الوجهات التي يجب زيارتها.
بعض الصور لمكثر من ولاية سليانة









مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل