يقع مسجد الأبواب الثلاثة في مدينة القيروان بتونس، وهو أحد المعالم الإسلامية البارزة التي تمثل نموذجًا رائعًا للفن المعماري العربي الإسلامي. يتميز هذا المسجد بتاريخ عريق يعود إلى القرن التاسع الميلادي وتصميم فريد يجمع بين البساطة والجمال.
تاريخ المسجد
تم بناء المسجد عام 866 ميلاديًا (252 هـ) بأمر من العالم الأندلسي محمد بن خيرون. يعكس تصميمه المعماري الروح الأندلسية التي امتزجت مع الطابع المعماري القيرواني، مما جعل المسجد نقطة جذب لمحبي الفنون الإسلامية والمعمار التقليدي.
تصميم المسجد
أبرز ما يميز مسجد الأبواب الثلاثة هو واجهته الرئيسية التي تحتوي على ثلاثة أبواب متجاورة، وهي مصدر تسميته.
- الواجهة: تتزين الواجهة بزخارف ونقوش هندسية ونباتية محفورة بدقة، بالإضافة إلى كتابة كوفية بارزة تحمل آيات قرآنية وشعارات دينية.
- الأبواب الثلاثة: الأبواب مصنوعة من الخشب المزخرف، وكل باب يختلف قليلاً عن الآخر من حيث التفاصيل، مما يضفي جمالاً خاصًا على التصميم.
- الحجم: المسجد صغير الحجم مقارنة بمساجد القيروان الأخرى، ولكنه يتميز بتناسق معماري فريد.
- المحراب: يتمتع محراب المسجد بتصميم بسيط ينسجم مع الطابع العام للمبنى.
أهميته التاريخية
- يعكس المسجد التقاء الحضارة الإسلامية في شمال إفريقيا مع التأثيرات الأندلسية، ما يجعله شاهداً على التواصل الثقافي بين مختلف أقاليم العالم الإسلامي.
- يعتبر المسجد من أقدم المساجد الصغيرة في القيروان، وهو يحتفظ بجزء كبير من عناصره الأصلية، مما يجعله نموذجًا قيمًا لدراسة العمارة الإسلامية.
ترميم المسجد
تم ترميم المسجد في عدة مناسبات للحفاظ على بنيانه وزخارفه، مع الحرص على استخدام مواد وتقنيات مشابهة لتلك المستخدمة في العصر الذي بُني فيه. يهدف الترميم إلى إبقاء المسجد شاهدًا حيًا على التاريخ الإسلامي في القيروان.
زيارة المسجد
اليوم، يُعد مسجد الأبواب الثلاثة وجهة سياحية مميزة ضمن مدينة القيروان. يزوره العديد من السياح والمهتمين بالتراث الإسلامي للاستمتاع بجماله ودراسة تفاصيله التاريخية والفنية.
مسجد الأبواب الثلاثة ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو رمز للروح الإبداعية والفنية التي ميزت الحضارة الإسلامية عبر العصور.
بعض الصور لمسجد الأبواب الثلاثة في القيروان




















مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل