جامع الزيتونة هو أحد أعرق المساجد في العالم الإسلامي وأقدمها، ويقع في قلب مدينة تونس العتيقة. تأسس الجامع في عام 732 ميلادية، خلال فترة حكم الدولة الأموية، وهو يعد المركز الديني والثقافي الأبرز في تونس وشمال أفريقيا. وقد أُسّس على يد عبيد الله بن الحبحاب، والي إفريقيا في ذلك الوقت، ليكون منارة للعلم والدين في تونس.
الهندسة المعمارية
يتميز جامع الزيتونة بهندسته الفريدة التي تمزج بين الطابع الأندلسي والأفريقي والإسلامي. يضم المسجد قبة كبيرة وفناءً واسعًا تحيط به أروقة معمدة، وزُينت جدرانه بزخارف ونقوش إسلامية غنية، تعكس تاريخًا طويلًا من التفاعل الثقافي والحضاري. من أبرز معالمه مئذنته الشامخة التي ترتفع عالياً لتكون من أقدم وأشهر المآذن في شمال إفريقيا، وقد أُعيد بناؤها في القرن التاسع الميلادي.
جامعة الزيتونة
يعتبر جامع الزيتونة أكثر من مجرد مسجد للصلاة، إذ شكل نواة لأول جامعة إسلامية في العالم العربي والإسلامي. فقد أصبح مع مرور الزمن مركزًا علميًا وثقافيًا يحتضن العديد من العلماء والشيوخ الذين كانوا يُدرّسون علوم الدين والفلسفة واللغة والتاريخ، ليكون منارة علمية استقطبت طلبة العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
تطورت جامعة الزيتونة بمرور الزمن وأصبحت تضمّ تخصصات عديدة تتعدى العلوم الشرعية، ولعبت دورًا هامًا في نشر الإسلام وتعزيز الثقافة العربية والإسلامية في المنطقة.
الدور التاريخي والثقافي
للزيتونة دور تاريخي بالغ الأهمية في نشر العلوم الشرعية والأدبية، وكان له تأثير عميق على الحياة الاجتماعية والسياسية في تونس، حيث لعب علماء الزيتونة دورًا رياديًا في مقاومة الاستعمار الفرنسي خلال القرن العشرين، وشاركوا في حركة النهضة الثقافية والفكرية.
جامع الزيتونة اليوم
اليوم، يظل جامع الزيتونة رمزًا للتاريخ الإسلامي والثقافي في تونس، ويستقطب العديد من الزوار من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون للاستمتاع بجمال عمارته واستكشاف تاريخٍ طويل من الإشعاع الديني والثقافي.
يعد جامع الزيتونة مكانًا ذا قيمة تاريخية كبيرة وأحد أهم المعالم السياحية في تونس، ورغم التطورات العصرية يبقى جامع الزيتونة شاهداً حيًا على عراقة المدينة وعلى مسيرتها الثقافية الطويلة.
بعض الصور لحديقة تونس اليابانية







مجموعة أخرى من الصورمن موقع خرائط قوقل
مجموعة من فيديوهات على موقع خرائط قوقل